ان العفو والتسامح والصبر و الحلم عند معاملة الناس و خاصةً الاعداء
و الجهلاء منهم من الأخلاق الإسلامية العظيمة ، له تأثير قوى وكبير
على الناس أفضل و أبلغ من الكلام بطوله .
فالعفو و التسامح له آثار طيبة على المؤمن فى الدنيا و الآخرة ،ففى
الدنيا نجد المؤمن العفو طيب النفس،و مطمئن القلب ، هادئ ،سعيد
لا يسوءه أى شئ و لا يضرة أحد مهما كان .
و العفو تأثيرة على المجتمع عظيم حيث نجد تألف القلوب و تسامح
النفوس و نجد المجتمع المسلم خالى من الاحقاد و الحسد و
التباغض و الكراهية .
أما فى الآخرة نجد أن العفو و التسامح مع الناس أجرهِ عظيم
ويتمناه كل مسلم ألا هو مغفرة الله و الجنة
قال تعالى :
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22)سورة النور
وهي جميعها حسنات توصلك للجنه وعكسها اي سؤ الخلق سيئات توصل صاحبها الى النار
وقال الله تعالى
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } فصلت34-35
اذن فالمسلم الحق مسلم ذو أخلاق حميدة وخصال طيبة صالحة ، وخاصة
إذا تعامل مع الناس بجميع أنواعها من الاقارب و الاصحاب وحتى
الاعداء و الجهلاء ،فالتعامل بين الناس فى الاسلام يحتاج لخلق العفو
و التسامح و هو الخلق الذى ترتاح به القلوب و تزال به الضغائن
و الحقود
فما أجمل الراحة التي يشعربها المرءُ وهو يُقابل السيئةَ بالحسنة ,
و هو يفعل هذا كله لوجه الله وحده , لا طمعا في دنيا يُصيبُها
ولا خوفا من شرِّ أى أحد ،فإن هذه الراحةَ أعظمُ بكثير من تلك
التي يمكن أن يحسَّ بها من يثأرُ , أو على الأقل من يقابلُ السيئةَ بمثلها.
قال صلى الله عليه وسلم
( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا . وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
صحيح مسم
و أنت أخى المسلم تجد نفسك عندما تتحلى بهذا الخلق قد حافظت
على وقارك و اتزانك فلا تخوض مع الخائضين بالإساءة و لا تُستفز
من اللاغين بالغضب و أخذ الثأر ، و بهذا الخلق أيضاً تكون
من عباد الله الّذين وصفهم الله عز و جل فى قوله تعالى
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)
المؤمنون 3
إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)
الفرقان: من الآية63 وَإِذَا سَمعوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُم
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
القصص:55
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
إن من أعظم ثمرات الدفع بالتي هي أحسن أن يتحول العدو الذي
يجابهك بما يسوؤك ويؤذيك إلى نصير مدافع وصديق حميم.فإن سحر
الخلق الفاضل ليفوق في كثير من الأحيان قوة العضلات وسطوة
الانتقام، فإذا بالخصم ينقلب خلقا آخر
أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير
عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو
بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك،
فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل
اعف عنه، وعامله بالقول اللين. وإن هجرك، وترك خطابك،
فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة
بالإحسان، حصل فائدة عظيمة.
{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
أي: كأنه قريب شفيق
و أسأل نفسك هذا السؤال
هل تستوى الحسنة بالسيئة ؟؟؟؟
أن الحسنة و السيئة لا يمكن أن تستوى ابداً بأى حال من الأحوال
نجد الحسنة من يكتسبها يكون ذو خلق ذو أدب جم مع الله أولاً
حيث أتيان أوامره و تجنب نواهيه ثم مع رسول الله صلى الله عليه
و سلم ثانياً حيث يتبع سنته و يقتدى بهديه ثم مع الناس فنجده
ذو خلق عفو متسامح حليم و كاظم للغيظ
أما السيئة فنجد من يكتسبها من المنافقين المعرضين اللاغين الذين
يتصفون بحمية الجاهلية من عنف وغضب وأخذ بالثأر
نعم أخى المسلم لا يستوى أبداً
الصالح ذو الاخلاق
بالطالح ذو النفاق
فأصلح أخلاقك فى التعامل مع الناس
تجد الحسنات دون السيئات
والأن أدفع
أدفع عنك السوء
أدفعه عنك بالتى هى أحسن
أن كلمة الدفع كلمة تشعرك بالقوة من أول لحظة و تشعرك أن
هذا الدفع ممكن أن يكون دفعاً بدنياً باليد أو دفع لفظياً حيث
رد الإساءة بالإساءة
لكن خلق الاسلام العظيم يكون الدفع فيه ليس باليد ليس بالالفاظ
و الفحش، بل أن سلاح المؤمن عند مواجهة الناس عموماً و العدو
خاصةً يكون هو الدفع بالتى هى أحسن ، فالإنسان الذي لا يواجه
الخصم بأسلوب مشابه، ولا يرد الكلام بكلام من جنسه من الفحش
واللغو، والشديد من القول وهذه الحركة كافية، لأن تجعل الخصم
يعيش حالة من استحقار الذات تفكراً فى هذا الادب من هذا المسلم العفو المتسامح
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
ما نَقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو
إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
[مسلم].
تحياتي ..